لعل من اهم مشكلاتنا الاجتماعية تربية ابنائنا و بناتنا في البيوت فالولد قبل ان تربيه المدرسة و المجتمع يربيه البيت والاسرة وهو مدين لابويه في سلوكه الاجتماعي المستقيم كما ان ابويه مسؤولان الا حد كبير عن عن انحرافه الخلقي و الاجتماعي ومن معجزات التربية في الاسلام انه قررها قبل اربعة عشر قرنا حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم
كل مولود يولد على الفطرة وابواه يهودانه او يمجسانه )وهذا كلام صحيح وصريح جدا في ان اتجاه الولد الخلقي الفكري والاجتماعي متاثر اولا و قبل كل شيئ ببيئة الابوين وافكارهما واخلاقهما واسلوب تربيتهما ..و من المؤسف ان بيوتنا ليست على نمط واحد في التربية وان امهاتناوآبائنا ليسوا على مستوى متقارب في اساليب التوجيه ففي بيوتنا من ينشا فيها الولد ذكرا اوانثى على الجبن والخوف وضعف الشخصية و اضطراب التفكير ومنها ما ينشا فيه الولد على الميوعة والفوضى و الدلال الذي يفسد الفطرة و يقتل الاستقامة ومن البيوت ما ينشا فيها الولد جاهلا وسخا بعيداعن الاداب الاجتماعية الراقية ومنها ما ينشا فيها الولد ارستقراطيا مترفا بعيدا عن المشاركة الوجدانية للشعب في افراحه واحزانه ومنها ما ينشا فيها الولد متدينا يفهم الدين بشكل مليئ بالاخطاء و الخرافات ومنها ما ينشا فيها الولد متحررا من العقيدة والدين تتحكم المدرسة في عقيدته كما يشاء المشرفون عليها من معلمين ومديرين وهكذا يثنشأ جيلنا نشاة متباينة متباعدة ليس بين افراده انسجام في التفكير او الثقافة او الخلق او السلوك الاجتماعي العام ... وهذا هو سر ما نشاهده من انخفاض المستوى الفكريوالاخلاقي في اواسط الشباب....حتى ليذهب بعضنا في التشاؤم الى حد يقطع معه الامل بكل خير يمكن ان تناله الامة على ايدي الجيل الحاضر ولسنا معهم في هذا التشاؤم لان هذه العوامل داخلية يمكن التحكم بها اكثر من العوامل الخارجية